الدكتور على عبد الحفيظ مصر من أفضل دول الشرق الاوسط لانتاج الهيدروجين الاخضر

0

أعلن الدكتور علي عبد الحفيظ الزميل بمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن دول العالم تتعرض حاليا لأزمتين تتمثل الأولى في الطاقة والتي تتمركز في أن المصدر الأهم لهذه الطاقة هو البترول والتي تتحكم به مجموعة معينة من الدول تتحكم في سعر إنتاجه عالمياً مما يعطي الأفضلية لبعض الدول وتعرض دول أخرى للضرر، وتعتبر مصر من الدول المستهلكة وليس المنتجة لهذه الطاقة.

كما أضاف أن الأزمة الأخرى تتمثل في مشكلات التلوث والانبعاثات الحرارية الناتج عن ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون والذي يصاحبه ارتفاع شديد في درجات الحرارة، حيث من الممكن ان تزداد درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل 5 درجات كل مائة عام وهو يمثل خطر كبير لتأثيره علي عمليات ذوبان الجليد ومن ثم ارتفاع معدلات منسوب البحار وهو ما سيؤدي لغرق مدن بأكملها.

ومن ناحية اخرى أوضح أنه على الرغم من أن ذلك الخطر قد يبدو بعيداً، أي من الممكن ان يتم خلال الـ 60 عاما المقبلة، إلا أنه يحتم علينا سرعة البدء في التحرك من الآن لإيجاد مصادر طاقة بديلة لا يصدر عنها ثاني أكسيد الكربون والذي يزيد من هذه الانبعاثات، مشيراً إلى أن العالم يتجه حاليا لإنتاج الطاقة الكهربائية تكون خالية تماما من غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى خفض معدلات ثاني أكسيد الكربون الموجودة حالياً.

وأكد أن هناك دولا أوروبية بدأت بالفعل في إقرار التشريعات التي تشجع علي التحول من مصادر الطاقة البترولية الي إنتاج الطاقة النظيفة والمتجدده مثل الطاقة الكهربائية وإنتاج الهيدروجين الأخضر مثل قرارات إنتاج السيارات الكهربائية فقط بدءاً من عام 2030، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تمنح الحكومة دعم من 5-6 الاف دولار لكل فرد يقوم بشراء سيارة كهربائية في صورة خصم من ثمن السيارة.

- Advertisement -

وعلى جانب اخر نوه بأن دول الشرق الأوسط ومن ضمنها مصر بالإضافة إلى دول الخليج بشكل عام لديها ميزة كبيرة وهي أنها أعلي معدلات لسطوع الشمس طوال العام خاصة مصر والتي تتمتع بمعدل سرعة كبيرة للرياح خاصة في منطقة جنوب سيناء، رأس محمد، رأس غارب، الأمر الذي يستلزم استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الطاقة الكهربائية البديلة للطاقة البترولية.

كما أشار إلي ان التوجه العام لدولة مثل السعودية هو كيفية استغلال الطاقة الشمسية أو الرياح لانتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة خلال السنوات القادمة بحيث تصبح هذه الطاقة مصدرا للدخل لأن أغلب اقتصاد السعودية ودول الخليج قائم علي البترول، بالاضافة الي أن مصر لديها من المقاومات لانتاج الهيدروجين الأخضر أعلي بكثير من دول عديدة مما يتطلب ضرورة العمل علي ليس فقط فكرة الاكتفاء الذاتي من الطاقة النظيفة بل لدينا فرصة كبيرة لانتاج كميات كبيرة من هذه الطاقة وتصديرها مستقبلاً.

وقال أن هناك مشكلة وهي مصادر هذه الطاقة لا نستطيع تخزينها أكثر من 8 ساعات مما يتطلب ضرورة استغلال هذه الطاقة سريعاً في نفس وقت إنتاجها وهو أمر غير منطقي، ولذلك نلجأ لحيلة أن نأخذ الطاقة الكهربائية الناتجة من الرياح و نقوم بفصلها عن طريق المياه الى هيدروجين واكسجين، ويسمي الهيدروجين الذي ينتج من المياه بالهيدروجين الأخضر لأن العملية الإنتاجية الخاصة به خالية تماما من ثاني أكسيد الكربون ونستطيع تخزينه لمدة طويلة بالساعات والأيام والشهور في محطات التخزين الخاصة به حتي يتم استخدامه وقت الاحتياج عن طريق اعادة تفاعل الهيروجين مع الاكسجين الموجود في الهواء لتوليد الكهرباء التي نستطيع استخدامها في كافة استخدامات الطاقة كالسيارات والانارة عن طريق خلايا الطاقة التي تساعد علي عدم إنتاج ثاني أكسيد الكربون.

وتابع عبد الحفيظ الزميل أن هناك بعض التحديات التي تواجه تحقيق هذه العملية والتي تتمثل في أن نقص كفاءة عملية تحويل الطاقة إلى هيدروجين تؤثر على سعر الهيدروجين الأخضر حالياً في السوق مما يجعل سعره مقارنة بالبترول مرتفع للغاية يتخطى الـ ثلاث أضعاف سعر المواد البترولية.

وأكد  إلى أن المستهدف خلال الفترة القادمة هو تخفيض سعر الهيدروجين الأخضر حتى يصبح نفس سعر المواد البترولية حتي تستطيع هذه التكنولوجيا الدخول في الأسواق ويتم وقتها استبدال كل مصادر الطاقة سواء البترولية أو الغاز الطبيعي بطاقة الهيدروجين المتجدده، وتمثل الدور الذي نقوم به حاليا في البحث العلمي في اكتشاف وإيجاد المواد المحفزة لهذه التفاعلات بحيث تستطيع زيادة الكفاءة الخاصة بعملية إنتاج الهيدروجين وفي نفس الوقت تكون هذه المواد التفاعلية ناتجة من مواد رخيصة الثمن حتي نستطيع خفض التكلفة اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

- Advertisement -

قد يعجبك ايضا